مسلسلات مصرية تسعى لتحسين صورة رجال الأمن بعد تفجر قضايا التعذيب
القاهرة «الأيام» رياض ابو عواد:
اعتبر نقاد دراما مصريون خلال متابعتهم لمسلسلات رمضان لهذا العام ان بعض هذه المسلسلات المصرية يسعى لتحسين صورة رجال الامن خصوصا بعد فضح قضايا تعذيب مارسها بعض رجال الامن تم تصويرها بواسطة هواتف نقالة.
واوضح هؤلاء النقاد ان العديد من المسلسلات شهد ظهورا لرجال الامن، خصوصا في “قضية رأي عام” لمحمد عزيزية وتأليف محسن الجلاد وبطولة يسرا، و”يتربى بعزو” لمجدي ابو عميرة وتأليف يوسف معاطي وبطولة يحيى الفخراني.
وكذلك الامر بالنسبة الى “الدالي” ليوسف شرف الدين وتأليف وليد سيف وبطولة نور الشريف، و”نقطة نظام” لأحمد صقر وتأليف محمد صفاء عامر وبطولة صلاح السعدني، و”عفريت القرش” لسامي محمد علي وتأليف كرم النجار وبطولة فاروق الفيشاوي وسواها. ووصف الناقد طارق الشناوي ما يجري في الدراما حول هذا الموضوع في حديث لوكالة فرانس برس ان “هناك توجها، ليس من قبيل الصدفة، لتحسين صورة رجال الامن في عين المواطن خصوصا بعد ظهور عشرات الاشرطة التي تصور قضايا تعذيب اكدت بعضها المحاكم، التي ادانت ضباطا مارسوها”. واضاف “يبدو ان هناك حاجة ملحة لهذا التوجه من قبل وزارة الداخلية.
ولكن المؤكد ان مثل هذه المحاولات تبوء في نهاية الامر بالفشل لان تعامل المواطن مع جهاز الشرطة والفساد الذي نراه في بعض اقسام الشرطة لا يمكن له ان يلغي هذه الصورة. فالواقع اكثر مرارة مما يتم الحديث عنه او كشفه”.
وعلى الصعيد الدرامي رأى ان مسلسل “يتربى بعزو” قدم “صورتين لرجل الامن. الاولى هي لرجل الامن العنيف ولكن بشكل مقنن والذي يمثله ياسر جلال الابن البكر ليحيى الفخراني في المسلسل عندما يلقي القبض على مجموعة ارهابية في سيناء”.
واضاف “اما الشخصية الاخرى في شخصية مساعد وزير الداخلية التي يؤديها احمد فؤاد سليم الذي يحاول ان يظهر كمصلح اجتماعي اكثر منه رجل امن في التعامل مع احد قادة المظاهرات الطلابية في الجامعات”.
اما الناقدة علا الشافعي فاعتبرت ان “الصورة التي ظهر فيها سامي العدل كضابط كبير في مسلسل +قضية رأي عام+ الضابط الطيب الذي يسمح ليسرا بان تشاركه في التحقيق مع متهمة ويتعامل بهذه الرقة والانسانية مع احد المعتقلين المتهمين باغتصاب يسرا وزميلتيها لا يمكن لها ان تظهر في الواقع”.
وذكرت بقضية “الفنانة المغربية التي اعتقلت بتهمة قتل زوجها واعترفت بذلك تحت وطأة التعذيب، وتبين بعد ان امضت سنوات عدة في السجن انها بريئة، وتم التحقيق مع الضابط الذي قام بتعذيبها واجبارها على الاعتراف”.
واضافت ان هذه القضية “لا زالت ماثلة في الاذهان، الى جانب العشرات من القضايا المثارة فيها قضايا التعذيب، والمنشور او المصور منها اقل بكثير مما هو في الحياة اليومية التي يعيشها المواطن المصري”.
ولكن الشناوي اعتبر ان ظهور الضابط الكبير في الصورة التي اشارت اليها الشافعي “عدا عن مصداقيتها، فهي اتت ايضا كضرورة درامية، لاظهار بطلة المسلسل يسرا في غالبية مشاهده. فالمسلسل تم تفصيله بما يضمن ذلك، اكثر منه توجها الى الواقع ومعالجته”.
من جانبه سخر الناقد اشرف بيومي من مشهد تضمنه مسلسل “نقطة نظام” يظهر فيه صلاح السعدني وقد اعتقل من قبل رجال الامن لمشاركته في احدى التظاهرات المساندة للشعب الفلسطيني.
وقال “الحوار الديموقراطي الذي دار بين الضابط والمعتقل السعدني لم نر مثيلا له خلال موجة التظاهرات التي شهدتها القاهرة والاسكندرية، فالاحداث التي رأيناها والتي وقعت على المعتقلين تكذب ما رأيناه في المسلسل من تبادل القبل بين المعتقل والضابط التي لا تجري سوى في احلام المؤلفين”.
من جهته قال امين عام المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة المحامي ناصر امين “لقد طالب مركزنا قبل بضعة اشهر من مخرجين وكتاب سيناريو ان يغيروا الصورة التي يظهر فيها المواطن خائفا امام ضابط الامن. يجب ان توضع مشاهد تحمل توعية للمواطن