egyptlawyer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المحاميين المصريين وتحديات المهنة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حديث عيسى بن هشام .....عن المحاكم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 201
تاريخ التسجيل : 26/09/2007

حديث عيسى بن هشام .....عن المحاكم Empty
مُساهمةموضوع: حديث عيسى بن هشام .....عن المحاكم   حديث عيسى بن هشام .....عن المحاكم I_icon_minitimeالخميس أغسطس 14, 2008 6:00 pm



حدثنا عيسى بن هشام انه في بلدٍ لا يكون إلا في الأحلام حتى لا يلاحقنا أحدٌ من أولاد اللئام :
انه رأى فيما يرى النائم متوجهاً مع صاحبه الى إحدى المحاكم ، فوجد في ساحتها أقواماً ، وجوههم مكفهرة و ابدانهم مقشعرة ، أنفاسهم مقطوعة و أكفهم مرفوعة ، و شاهدَ باطلاً يُذكر و حقاً يُنكر ، و شاكياً يتوعد و جانياً يتودد ، و شاهداً يتردد و شرطياً يتهدد ، و حاجباً يستبد و محامياً يستعد ، و فتاة تتلهف و شيخاً يتأفف.
و رأينا المحامين ، يشحذ كل منهم لسانه و يقدح جنانه ، استعداداً للنزال في ميادين المقال ، و تأهباً للدفاع في ميادين النزاع .
فإذا به قد ارتج المكان و تماوج الزحام ، و أقبل القاضي في طريقه ماضي ، فتى من اجمل الفتيان قد أرسل لحيته قبل الآوان ، يتموج تحتها ماءُ الشباب كما يتموج الضوءُ وراء السحاب ، و هو في عنفوانِ شبابه و صبا أيامه ، يتألق وجهه حسناً و يشابه في القَد غصناً ، كأنه طائرٌ في مشيته من نشاطه و خفته .
فقال لي صاحبي : من هذا الأمير و الكل وراءه يسير ، فقلت له : هو من حاز الشهادة فاستحق النيابة .
فقال لي : نِعم المنزلةَ عند الله الشهادة ،فأصحابها أهل الريادة ، و لها في الجنة أعلى الدرجات ، و لكن كيف يكون شهيداً و هو على قيد الحياة .
فقلت له : هذه الشهادة ليست شهادة الجهاد ، بل هي ورقة يتلقاها من العباد ، و القاعدة عندنا
(ان الشهادة بلا علم ، خير من العلم بلا شهادة) .
و تزاحم الناس على بابه و الكل يطلب حسن مآبه.
و اذا بشابين رشيقين ، في قدهما رقيقين ، قد اقبلا يتبختران في مشيتهما و الطيب ينتشر حولهما، يرفعان رأسيهما اختيالاً و لا يلتفتان إلى ما حولهما إعجاباً .
أحدهما يشق الهواءَ بعصاه و الثاني تلعب بالمسبحة يداه ، فشخصت إليهما الأنظار و تحولت نحوهما الأبصار ، و يدفع بالناس الحاجب حتى يصلا الى حضرة النائب ،فقام لهما من مجلسه و أمر الناس بالانصراف من حضرته ، و طويت المحاضر و رفعت المحابر .
فقال لي صاحبي : هل هما مفتشان و على القاضي أميران ...
فقلت له : ما أظنهما إلا زائران ...و للوساطةِ هما طالبان ...
و أردت أن أعرف خبرهما و أقوم بكشف أمرهما ، فاستمعت إلى حديثهما يقولان للقاضي : و هل تُلهي الدعاوي الإنسان عن مجالسة الإخوان ، و غيرك لا تستغرق منه قضايا اليوم أكثرَ من ساعة ،و لا يحتاج لا الى نظارة ولا إلى سماعة ، و يكتفي ان يمر عليها بلحظه معتمدا على توقد ذهنه و كثرة تمرنه، فلا تضيع الزمان و هيا بنا الى منادمة الخلان ، و الكاتب عندك يكفي و هو في العدالة يوفي ،و سيذهب معنا المحامي فلان لكي يقوم بدفع ما ليس بالحسبان .
فسألني صاحبي مستغربا : و كيف يميل من هو قاضي الى مجالسةِ واسطةِ هذا المحامي .
فقلت له :ألم تعلم ان أمنية المحامي أن يكون مصاحبا لكل من هو قاضي ، لعله يصل بواسطة القضاء إلى أعالي الفضاء ، و إن كلفه ذلك ما كلفه و خرج منه ما أسلفه .
و اعلم يا صاحبي أن المحامي الشاطر يكون صديقً للناظر ، و جليس المستشار و نديم القاضي المختار ،كي يُدير الدعوى كما يرغب و لا يعنيه حقٌ يطلب , فيعاقب من يشاء و يبرىء من يشاء ،و ما أعضاء المحاكم إلا طوع إشارته و رهنُ كلمته ، فلا حكمًا إلا بقوله و قضاءاً إلا بأمره ، يجتمع معهم في السهر و السمر ، يشاربهم و يؤاكلهم و يمازحهم ، و كل طلب له يجاب و لو كان من فوق السحاب ، و ليس لأمره من راد ، و كل ذلك بحسب المزاد .
و أجابهم القاضي : انتظرا حتى انهي هذه الدعوى و اقضي فيها بما يكون للناس نعوة .
و جاء الشاهد ...فسأله القاضي : عما يعلمه عن هذه الواقعة ..من مشاهد ...
فأجابه الشاهد : إن للحادثة قصة عجيبة ....فقاطعه القاضي : لا لزوم للاحاديث الغريبة ...و قل لي معلوماتك الرهيبة ...
فأجابه الشاهد : معلوماتي هي أنني .....قاطعه القاضي مستثقلا : لا لزوم لكثرة الكلام ...و اجبني عما سألتك في هذا المقام ..
فأجابه الشاهد : هذا ما افعله ...و إنني قد رأيت .....
فقال القاضي متململا : قلت لك إنني لا اقبل التطويل و الشرح ... انصرف فلا فائدة من هذا الطرح ..
و ليتفضل محامي الدفاع مع الاختصار ... و تنحنح المحامي باحتضار و قلب في أوراقه قائلا : إننا نتعجب من هذا الاتهام ..
فقاطعه القاضي مشمئزا : اختصر يا حضرة المحامي الهمام...و ادخل في الموضوع ...و باشر في الشروع..
فقال المحامي متعلثماً مضطرباً : ان هذا المتهم ....
فقاطعه القاضي نافذاً صبره : قلنا لك اختصر ...
فقال المحامي و هو يتصبب عرقا : لما كان المتهم...
فضرب القاضي بيده على الطاولة قائلا : المحكمة تنورت .......و القناعات ترسخت ...
فقال المحامي ساخطاً : نلتمس البراءة.. و الرحمة ..
و نطق القاضي بالحكم فاذا هو بالحبس و الغرم ....
و طمأن المحامي موكله انه بالاستئناف سينالُ كُل حقٍ له ، و طلب من موكله تقديم عريضة للتفتيش حتى و لو طلعت على ما فيش .
فقال له موكله: قدمها عني عسى يكون فيها فرج همي ، فأجابه أنه :لا يستطيع تقديمها بنفسه فإن علم القاضي بسعيه انصرف همه الى دعسه ، و تعمد في المستقبل أذاه بسببِ ما اقترفت يداه .
و آن أوان الإستئناف ، فسار المحكوم في طلب العدل و الإنصاف .
و سئل عن رئيس المحكمة ، فأجابوه : إنه كهل عاكف على العبادة ،نطقه أبداً استغفار و شهادة ، يمسي ليله قائماً و يصبح نهاره صائماً ، بين السبحة و أصابعه عهدٌ و ميثاق و بين السجادة و جبهته ارتباطٌ و التصاق .
فنطق الرئيس بعد المداولة و المحاولة ...... براءة ....
و صاح المحكوم : لا أنكر ان العدل محتوم ، و لكنه بطيء لا يحمل عبأه البريء ، و الأجدى أن تكون هذه النهاية هي الحكم منذ البداية ، فلا يلحق بي الهوان و الصِغار و يقع بي الحبس و العار ، بعد أن وقفت موقف التهمة و الإجرام و حل بي ما حل من التعذيب والإيلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://egyptlawyer.1fr1.net
 
حديث عيسى بن هشام .....عن المحاكم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» باقية محضر ابراهيم عيسى من امن الدولة
» حبس ابراهيم عيسى 6 اشهر بسبب صحة افندينا
» نص التحقيق مع ابراهيم عيسى ( المحضر اللى اتعمل )(1)
» تأجيل دعوى ابراهيم عيسى وشهرين للابراشى
» المحاكم العسكرية سيف على رقاب المعارضة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
egyptlawyer :: الفئة الأولى :: الاستاذ/مصطفى حسن المحامى :: نقابة المحامين المصريين :: المحاكم المصرية-
انتقل الى: